مجلة الجودة للجميع مجلة الجودة للجميع

مقترحات لإنشاء نظام فعال لإدارة الجودة بمؤسسة تعليم عالى

 

مقترحات لإنشاء نظام فعال لإدارة الجودة بمؤسسة تعليم عالى 


أ.د. مها عبد الرحمن أبو شادى



1.  
الشخص المناسب في المكان المناسب

 

تعجبتنى مقولة لأحد الكتاب الأجانب أن فرد واحد سىء فى الفريق قد يتسبب فى اخفاق الفريق بأكمله One bad team member can screw up the entire team effort.، لذا تستبعد الفرق الرياضية المحترفة اللاعبين الذين لا يساهمون في نجاح الفريق، أو كما قال بيرتراند راسل (إن شعرت بأن سفينتك تغرق، قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تثقلها)، وبلا شك فان تاثير الفرد على المؤسسة ككل سيكون أعظم أثرا اذا كان له دور قيادى.

وقد وضع كروسبى الأساس لقاعدة ان الجودة تتحقق بعمل الشىء الصحيح من اول مرة “Doing things right the first time” (DRIFT، ويعتبر اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب أحد أسس عمل الشىء الصحيح، فلا تسند الوظيفة إلاَّ لمن هو أهل لها، لأن المسئولية تكليف لا تشريف.

          وبناء على ماسبق فإن اختيار المسئول عن ادارة ملف الجودة بالمؤسسة التعليمية سواء مشرف الجودة/منسق البرنامج/مدير وحدة ضمان الجودة يجب أن يتم بناء على معايير معتمدة ومعلنة للجميع بأكثر من وسيلة وتتصف بالموضوعية والشفافية لتحقيق تكافؤ الفرص، مع تشكيل لجنة من أطراف محايدة وذوي الخبرة والممارسة للمقابلات والاختيار، بحيث تعتمد معايير الاختيار على السمات الشخصية والمؤهلات النفسية والأخلاقية خاصة الثبات الانفعالي تحت ضغط، الكفاءة العلمية والمهارات القيادية والادارية خاصة العمل بمهارة مع الفريق لأنه لا يستطيع شخص واحد اليوم أن يكون مناسباً لمنصب معين دون قيادة فريق عمل مناسب وناجح، والسجل الوظيفي الذي يشهد بالالتزام والنزاهه والمصداقية والأمانة والعمل الجاد، والتعاون والتواصل الفعال والعلاقات الطيبة مع جميع من يتعامل معهم من زملاء ورؤساء ومرءوسين، وطبعا الخبرة والدراية الكافية بجميع أنشطة المؤسسة وبمعايير التقويم والتخطيط الاستراتيجى والحصول على دورات الجودة المتخصصة ، والمساهمات والانجازات الفعلية المستدامة في مجالات الجودة والتطوير، بشرط أن يكون دوره فى تلك الإنجازات ملموسا وليس فوق أكتاف الآخرين، ولديه مهارات الابتكار.

 

ولكن هل يوجد مساوىء مترتبة على عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب على المستوى العالمى؟ بالفعل تم رصد العديد من المساوئ مثل:

1.    هدر الوقت والمال لأن التعامل مع موظف poor performance"ذو أداء ضعيف" يمكن أن يستهلك وقتًا ومالا فى تدريبه أكثر بنسبة 70 بالمائة مقارنة بعضوgood performance "الأداء الجيد" كقوة عاملة.

2.    هدر فى رأس المال البشرى بسبب عدم استغلال طاقات أصحاب الموهبة والكفاءة وقد تفقدهم المؤسسة نهائيا increase turnover.

3.    قلق الادارة العليا وعدم تركيزها على إدارة عملها، لأنها عندما يتم تعيين الأشخاص الغير مناسبين لايوجد ضمان لانجاز المهمة بشكل صحيح من المرة الأولى.

4.    خلق بيئة عمل فاسدة وغير حاضنة لجميع العاملين مما يؤدى الى ضعف المؤسسة ككل وتفوق المؤسسات الأخرى عليها.

5.    التخبط فى اتخاذ القرارات وتفاقم المشكلات خاصة فى زمن الكوارث والأوبئة والتى تتطلب أشخاصا ذوى رؤية وقدرة على الادارة الفعالة للأزمات.

6.    استشراء الفساد في المجتمع بأسره بحسب خطورة المنصب.

ولا أجد أفضل من الحديثين الشريفين فى الختام: قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا وُسِّدَ الأَمر لغير أهله فانتظروا الساعة ) رواه البخارى، وانتظار الساعة يعني: خراب ذلك الشي، فقد يكون الشخص حسن السيرة، معروفاً بين الناس بأخلاقه وفضائله لكنه ليس أهلاً لتولي المناصب العامة، وفي حديث آخر يرويه الحاكم بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ استعمل رجلاً من عصابة - أي طائفة - وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ). والحديث يحذر من الخيانة في تولية المناصب لغير الأكفاء لهوى أو رشوة أو قرابة تحذيراً شديداً وتُرهّب منه ترهيباً مخيفاً لأن الوظائف والمناصب العامة أمانات، والأمانة تقتضي بأن نصطفي للأعمال أحسن الناس قياما بها لأن الأمانة في الإسلام فضيلة وفريضة كبرى، وقد ضرب الله المثل لضخامتها فى قوله تعالى :( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ) الأحزاب:72. كما يذكر قول لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين”

 

وسأتناول فى المقال القادم أهم الصفات القيادية التى يجب أن تتوافر فى الشخص المناسب.

مراجع:

-دليل اعتماد البرنامج التعليمى، الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد 2009


أ.د. مها عبد الرحمن أبو شادى

نائب مدير مركز ضمان الجودة والتدريب لشئون الجودة - جامعة الأزهر

دبلوم ادارة الجودة الشاملة للتخصصات الصحية - الجامعة الأمريكية بالقاهرة

الدبلوم المهنى فى إدارة نظم الجودة والاعتماد فى المؤسسات التعليمية - جامعة عين شمس

دبلوم تعليم المهن الصحية - جامعة قناة السويس

حاصلة على مهمة تدريب فى مجال القيادة والادارة - جامعة ولاية ميشجان-الولايات المتحدة الأمريكية

maha.abo.shadi@azhar.edu.eg

Scientific page: https://www.facebook.com/dr.mahaaboshadi?ref=aymt_homepage_panel

LinkedIn public profile: https://www.linkedin.com/in/maha-abo-shadi-msc-phd-dhpe-tqm-hc-095a04147/

عن الكاتب

Eng. Ahmed rashidy abdo

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

مشاركة مميزة

المصادر الأخلاقية لسلاسل التوريد

الاستاذ الدكتور /  تعني أن المنتجات والخدمات من كل نقطة في سلسلة التوريد الخاصة بالشركة يتم الحصول عليها بطريقة أخلاقية. ويشمل ذلك الشركات ا...

الكاتب




Ayudadeblogger

أحمد رشيدي عبده

مراجع ومدرب نظم الإدارة المتكاملة

المتابعون

Translate

المتابعون

بحث هذه المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظة

مجلة الجودة للجميع